
نارُ الصُّمودِ
عبد الكريمِ بعلبكي
سَلَامٌ عَلَى دَارٍ تَشُدُّ جُذُورَهَا
بِنَارِ الصُّمُودِ، وَوَهْجِ الْخَلِيلْ،
تَذُوبُ صُخُورُ الْقَهْرِ فِي كِبْرِيَائِهَا
وَتَحْمِلُ بُرْكَانَ الزَّمَانِ النَّبِيلْ.
تُحَطِّمُ غَازِيًا بِصَدْرٍ صُلْبِ الْعَزَا
وَتَرْمِي الْأَعَادِيَ بِالشُّهَابِ الْمُقِيلْ،
فَمَا الْعُودُ إِلَّا غُصْنُ خَوْفٍ هَشِيمٍ
إِذَا مَا هَبَّتْ غَاشِيَاتُ الْأَصِيلْ.
أَمَا حُزْمُنَا، فَالسَّلْسَلُ الْجَبَّارُ فِينَا،
يُعَانِقُ سَيْفَ الْمَوْتِ دُونَ مَلِيلْ،
وَصَوْتُ الْفَتَى، فِي قَبْضَةِ الْعِزِّ هَادِرٌ
يُزَلْزِلُ لَيْلَ الصَّمْتِ وَالتَّعْطِيلِ:
“أَنَا الْفَجْرُ، يَزْهُو مِنْ دَمِي وَتُرَابِي،
وَلَا أَرْكَعُ الدُّنْيَا لِطَاغٍ ذَلِيلْ!”
أَمَا الْجُبْنُ؟ ذِكْرَى فِي رُكَامِ الْخِيَانَةِ،
تُدَاسُ كَمَا تُدَاسُ بَقَايَا الْهَزِيلْ،
وَمَنْ يَخْتَبِئْ خَلْفَ السَّتَائِرِ رَهْبَةً،
فَذَاكَ رَمَادٌ فِي سِجِلِّ الْخُمُولْ.
فَيَا أَهْلَ دَارِ الْعِزِّ، كُونُوا كَمَا عَهِدْنَا،
حُمَاةَ السَّنَا، وَسُيَّافَ السَّبِيلْ،
نُقِيمُ جِدَارَ الشَّمْسِ إِنْ جَارَ لَيْلُهُمْ،
وَنَنْسِجُ مِنْ نَارِ الْعِدَا قِنْدِيلْ.
فَمَوْتٌ عَلَى أَرْضٍ تُفِيضُ شَهَادَةً،
أَشَهَّى لَنَا مِنْ عَيْشِ عَبْدٍ ذَلِيلْ،
وَمَجْدٌ لِمَنْ يَبْنِي الْعُلَا بِضُلُوعِهِ،
وَعَارٌ لِمَنْ يَغْفُو بِظِلِّ الْجَبِيلْ!
أضف تعليق