
الأعلام والثقافة والفن . بين ثقافة المحبة والحقد .
نيسان سالم رأفت
بين فترة وأخرى يتم عرض مسلسلات ومسرحيات ، تتناول أحداث ( غزو الكويت ) . من قبل السلطة الحاكمة في العراق آنذاك ، ولكن للأسف يتم فيها التعرض والأساءة للشعب العراقي الذي كان ضحية لسنوات مريرة وتحت ضغط وقمع السلطة الحاكمة .
وفي كل مناسبة يتم عرض المسرحية الكويتية الكوميدية ( سيف العرب ) والتي عرضت في عام 1992، تتحدث عن فترة غزو الكويت عام 1990. كتبها عبد الحسين عبد الرضا وأخرجتها رقية الكوت، وقام ببطولتها عبد الحسين عبد الرضا، حياة الفهد، خالد العبيد، مريم الصالح، أحمد جوهروطارق العلي.
تتناول المسرحية في إطار كوميدي اجتماعي فترة الغزو على الكويت في التسعينيات، وما تعرض له الكويتيين والعراقيين على حد سواء خلال فترة العدوان، من خلال التغيرات الاجتماعية التي طرأت على كلا المجتمعين في تلك الفترة .
في عرضها الأول تناولت المسرحية الحدث بأسلوب ساخر وجريء تداعيات الغزو ، وكما هو شأن الفن ورسالته كوسيلة للمقاومة والوعي والتعبير عن القضايا الوطنية.
ومنذ عرض مسرحية ( سيف العرب ) وحتى الان والعراق وشعبه يتحمل شتى الاهانات من دولة مجاورة ومحاذية لأراضيه ! يمكن تبرير مسرحية ( سيف العرب ) بأنها كانت ردة فعل قاسية ومبررة نظراً لعمق الجراح أنذاك ، و من زاوية رؤيتهم، وهذا حقهم في توثيق حدث مؤلم وخصوصاً من دولة عربية جارة والكل يعترف بأنه إعتداء سافر ومرفوض وأغلب العراقيون كانوا رافضين وبشدة لهذا الغزو الذي دفعنا ثمنه أضعاف مضاعفة
وما تلاه من عقوبات قاسية وحصار ظالم مرّ على حساب دم وكرامة الشعب العراقي بأكمله .
والجميع شاهد على ما عاناه المواطن العراقي من الحروب العبثية والحصار الظالم ولكن وبعد كل هذه الخسائر والاحداث والمحاولات لتحسين الأوضاع والعلاقات بين البلدين بعد 2003 . على مايبدو هناك من يحركها ويرجع شريط الذاكرة المآساوي وينبش جراح الماضي الذي أثقل كاهل الكويتين والعراقيين معاً .
أود الإشارة إلى أن ما قبل الغزو كانت ، الكويت تصدر مجلات وصحف تتغنى بحب العراق شعباً وحكومة على إنه حامي البوابة الشرقية وحامي الخليج العربي وبوابة الصد الاولى تجاه الحرب ( العراق وإيران ) .
آنذاك هذه حقيقة الكويت في الثمانينات ، لذا يجب على صناع الاعمال في الكويت الانتباه إلى هذه المسألة في التوثيق وقراءة التاريخ جيداً قبل أن يحاولوا ( صنع تاريخ مزيف للعراق ) .
للعراق كتاب ومثقفون ومؤرخون ومدونون وأعلاميون وصحفيون ، وهناك الكثير من اللقاءات الصحفية لشخصيات كويتية تؤكد كلامنا أعلاه .
وتصويرنا بهذه الطريقة وكأننا شعب متخلف ، فهذا تجاوز غير مقبول ، نحن نطلب موقف رسمي من دولة الكويت حول سبب الإصرار بأعادة هذه المسرحية وتقديم أعمال درامية في رمضان تتناول تلك المواضيع المؤلمة وتوظفها بشكل سيئ وترسخ ثقافة الكره والحقد بين الشعبين .
وأرى أنه من واجب حكومة الكويت أن توقف هذه الأعمال نظراً لما تمر به المنطقة من أزمات سياسية واقتصادية ، قد تعصف بالعراق والكويت ودول المنطقة برمتها .
نحن بحاجة إلى أعلام مثقف ورصين ، نحن بحاجة إلى فن هادف من شأنه أن يقوي بالعلاقة الطيبة بين شعوب المنطقة وتناسي جراحات الماضي ، ويمضي بها إلى مستقبل أفضل .
أضف تعليق