السويداء في قلب سوريا النابض…

السويداء في قلب سوريا النابض…


إيمان عبد الملك


تعقيبا على الأحداث الدامية التي تتوالى في المنطقة بدءا من حرب غزة وسياسة التجويع للتركيع، مرورا بجنوب لبنان والضاحية الجنوبية ،للضربات التي تطال اليمن والحرب على إيران ،لتنتقل إلى “السويداء” جبل الدروز في سوريا، الهدف من هذه الصراعات هو تنفيذ مخطط تفتيت للمنطقة وزرع الفتن الطائفية فيها، وزجها في حالة الفوضى، أما الذي يدفع الثمن هي شعوب المنطقة بأكملها .
هناك سياسة ترهيب الشعوب للرضوخ والاستسلام من خلال ظاهرة التكفير وما يرافقها من عنف وقتل وتنكيل ،هي تعد من أخطر الظواهر على الدين الاسلامي والمسلمين ،وأحدثت شرخا” كبيرا” في مبادىء الدين وقيمة،حيث جلبت الكثير من المآسي والآلام لهذه الأمة وساهمت في إظهار صورة بالغة السوء عن الإسلام لتغييب صورته الحقيقية الناصعة ،حتى أصبح الإسلام مستهدفا بروحه ومبادئه ،واصبح رسولا للإرهاب والعنف بعد أن كان رسولا للرحمة والرأفة والسلام .
يعتبر الفكر التكفيري من أخطر الإبتلاءات والفتن التي يواجهها المسلمون في حاضرهم ،وهدفه تأجيج الصراعات المذهبية وإحداث الفتن من خلال الإجرام المتعمد وارتكاب المجازر بحق الأطفال وسبي النساء وبيعهن وإهانة كرامة الشيوخ قبل تصفيتهم، عداك عن تدمير المساجد والكنائس ودور العبادة والمستشفيات .
إن المجتمع الإسلامي أصبح بوضع لا يحسد عليه خاصة أن التعصب بدأ يتعمق اليوم أكثر من أي وقت مضى،فمن هنا تبرز الحاجة للإعتدال من خلال إتباع نهج التسامح والتعايش التي تقتضيها الحكمة والوعي ، والعمل على مواجهة التحديات الكبيرة والخطيرة ،التي لم يوضع لها الحلول المناسبة حتى هذه الساعة.
المصلحة اليوم هو نبذ الفكر التكفيري ومكافحة الفكر المتطرف،وهذه المصلحة تقتضيها الحكمة من خلال السعي لتنمية الثقافة الديئية المعتدلة حتى لا يقع الناس في ظلمة الجهل،وتجنب التحريض ضد الأديان والطوائف الأخرى ،فمن الصعب محاربته دون دراسة ظاهرة التكفير ومعرفة أصول هذه الظاهرة ومناشئها ،ومن ثم معالجتها، واتباع نهج الإعتدال والتسامح، وإثبات أن التسامح الديني طريق للتعايش ونبذ الإرهاب، كي لا تبق هذه المرتكزات تساهم في تدمير أفكارنا وبلادنا .

أضف تعليق