السويداء… رفضت الزواج فكانت أسيرة .

السويداء… رفضت الزواج فكانت أسيرة .

حسن حنظل النصار

في زاوية منسية من الجغرافيا السورية، على قمة الجبل، تقف السويداء بثوبها الأسود ووشاحها الأبيض، مرفوعة الرأس، لكنها مربوطة القدمين.
رفضت الزواج القسري من نظامٍ لم تختره، فحوصرت في دار أهلها، يُسمح لها بالحياة… لا بالحرية
وحين جاءها الخاطب الثقيل، مسلحًا بالرايات والشعارات، رفضت أن تُزف له كما فُرض على سواها.
فكانت النتيجة: محاصَرة، مُراقَبة، وممنوعة من المغادرة دون إذن الوليّ السياسي

في الجبل، لا تُباع البنات لمن لا يشبههم.
السويداء ليست عاصية، لكنها لا تُشبه باقي العرائس اللواتي زُففن بالرصاص أو الصمت.
تخلّت عن المغريات، وعاشت على الحد الأدنى من الطعام والكهرباء… لكنها لم تتخلَّ عن اسمها ولا عن كلمتها.

لم تغادر بيت أبيها، حتى حين انهار البيت.
لم تهرب مع الغريب، حتى حين وُعدت بالفردوس السياسي.
بل بقيت هناك، تنظر من شرفتها، تقول للعالم:

“أنا لم أرفض الحياة، لكني رفضت أن أُشترى”
السويداء اليوم أسيرة القرار المركزي، وأسيرة الحدود المفروضة عليها،
هي مدينة تُدار بالعرف، لا بالخوف. تُقاس بالكلمة، لا بالإغواء الإعلامي.
اختارت ألا تكون زوجة مطيعة للنظام، ولا عشيقة للمعارضة، فباتت أسيرة خيارها الوحيد: أن تكون حرّة ولو وحدها
المجتمع الدرزي يؤمن بالدولة السورية، لكن يريد دولة لا تبتلع أبناءه ولا تصادر إرادته.
• إذا استمر التهميش، قد تُطرح مشاريع “إدارة ذاتية محلية” أو “حكم مدني مستقل” دون أن تكون دعوة للانفصال .

أضف تعليق