
امن الخليج ..أمن للعراق والعالم .
فشل أنبوب النقل العراقي – السوري .
ضياء واجد المهندس
العراق يُصدر الغالبية العظمى من نفطه عبر الموانئ الجنوبية المطلة على الخليج العربي. البنية التحتية في الجنوب تتمتع بموثوقية عالية ودعم دولي يجعلها أكثر أماناً واستقراراً من أي منافذ بديلة، بما في ذلك خط كركوك–بانياس.
البيانات والإحصائيات الرئيسية
- إنتاج العراق الحالي وقدرات التصدير عبر الجنوب
في 2024، بلغ إنتاج العراق من النفط الخام حوالي 4.4 مليون برميل يومياً، بالإضافة إلى حوالي 4.5 مليون برميل يومياً من السوائل النفطية الإجمالية .
تستهدف الحكومة العراقية رفع الإنتاج إلى 7 مليون برميل يومياً بحلول 2029 .
في النصف الأول من 2025، تجاوزت صادرات العراق النفطية 507 مليون برميل، أي نحو 101 مليون برميل شهرياً، مع الجزء الأكبر يتم عبر الموانئ الجنوبية .
- قدرات التصدير والاحتياطات الإضافية
المحطات الجنوبية (مثل ABOT) زادت طاقتها بمقدار 300 ألف برميل يومياً بفضل وحدات ضخ إضافية في 2024، ليُصبح إجمالي القدرة التصديرية إلى نحو 3.5 مليون برميل يومياً .
بعض المصادر تشير إلى قدرة اسمية تصل إلى 4.6 مليون برميل يومياً، بينما القدرة الفعلية التشغيلية تقدر بـ 3.7 مليون برميل يومياً .
- محور صادرات العراق العالمية
في عام 2024، استحوذت الموانئ العراقية على حوالي 8.2% من إجمالي التحميلات العالمية للخام .
في النصف الأول من 2025، تصدّر العراق إلى الصين نحو 239 مليون برميل، بزيادة 4% عن الفترة نفسها لعام 2024 .
مقارنة اقتصادية: خط كركوك–بانياس مقابل منفذ الخليج
- عمر الأنبوب والتآكل
أُنشئ خط كركوك–بانياس عام 1952، أي عمره يقارب 73 سنة—وبحسب تقييمات ميدانية، فإنه أصبح متهالكاً وغير صالح لنقل الخام، وقد استخدمته سوريا فقط لنقل المشتقات . - التكاليف المالية الضخمة وغير المضمونة
لا تستطيع سوريا بناء خط جديد حالياً، مما يدفع التكاليف بالكامل إلى العراق.
تقديرات تدّعي أن الكلفة قد تتجاوز 10 مليارات دولار، دون احتساب تكاليف التشغيل والمخاطر وانتقال الملكية بعد انتهاء العقد—وهو أمر غير مدعوم ببيانات فعلية معلنة، بل مجرد تقدير غير موثق.
- تكلفة تصدير النفط عبر الخليج منطقية للغاية
يكفي أن نستشهد بالتكلفة العالمية المتوسطة لنقل النفط عبر الأنابيب هي حوالي 5 دولارات للبرميل، بينما النقل بالسكك أو الشاحنات يكلف بين 10 و15 دولاراً للبرميل .
أن تكلفة تصدير البرميل عبر الخليج تبلغ 60 سنتاً وهي الادنى بطبيعة الحال، لكن المقارنة الواضحة بين استخدام الخليج واستحقاقات خط بانياس تُظهر أن الخيار الأول هو الأكثر اقتصاديًا واستدامة.
- أمن التصدير وأهميته الجيوسياسيّة
المنافذ الخليجية تتمتع بحماية دولية ومراقبة بحرية، لم يتأثّر تدفق النفط منها حتى أثناء الحروب والأزمات خلال 70 سنة مضت—على عكس المسارات البديلة.
دول الخليج المجاورة (الكويت، قطر، البحرين) اكتفت بهذا الممر دون التفكير في منافذ بديلة.
حتى إيران والإمارات أقاما خطوطاً إلى خليج عمان أو بحر العرب، لكنها لم تُستخدم فعلياً بسبب المخاطر والاكتشاف أن هذه المنافذ أقل أماناً وغير عملية.
- البدائل وحالة خط كركوك– جيهان Çeyhan عبر تركيا
صادرات شمال العراق عبر خط النفط إلى تركيا وتركيا إلى ميناء جيهان Ceyhan متوقفة منذ مارس 2023 بسبب نزاعات قانونية وتجارية .
هناك تهريب واسع للنفط الكردي إلى إيران عبر طرق غير رسمية، يقدّر بأن حجم التدفق يصل إلى 200 ألف برميل يومياً، ما يعادل دخلاً شهرياً نحو 200 مليون دولار، لكنه غير شرعي وغير موثّق .
خلاصة:
لماذا يجب أن يكون الخليج هو الحل الوحيد العملي؟
العامل //تصدير عبر الخليج// مشروع إعادة تأهيل كركوك–بانياس
الكلفة //منخفضة جداً// مرتفعة للغاية وتفتقر لتمويل مضمون
البنية التحتية الراهنة// متطورة وتتمتع بأمن دولي //قديمة ومتهالكة تماماً
السعة التصديرية حالياً// ~3.5 مليون ب/ي، وقد تتوسع // غير قابلة للتحديد بدقة.
المخاطر السياسية والأمنية// شبه معدومة// مرتفعة جداً لاسيما مع سوريا غير المستقرة
الجدوى الاقتصادية مثبتة عملياً خيال غير واقعي وربما مبالغة كبيرة.
الخلاصة النهائية
مشروع إعادة تأهيل خط كركوك–بانياس ليس فقط غير منطقي، بل يبدو أقرب إلى “هدر للمال العام”. المنافذ الجنوبية عبر الخليج هي الأنجع اقتصاديًا وأكثر أمانًا واستدامة. العراق يمتلك بالفعل البنية التحتية القوية والتغطية الأمنية والتصديرية التي توفر له خيارات منتظمة ومربحة، في حين أن البدائل الأخرى تمثل مخاطرة غير مبررة تُثقل كاهل الدولة دون داع.
أضف تعليق