
الحوزة الصامتة والتحولات اللاحقة..!!
غيث العبيدي
يقول عز من قائل ” أن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلون الذين هم في صلاتهم دائمون“
«المعارج»
أداة استثناء ”الا“ أخرجت اسم المستثنى ”المصلون“ من حكم الهلع والجزع والمنع، والحقيقة التي تفرض نفسها على الجميع بدون استثناء، سواء من صدقها وعمل بها، ومن لم يصدقها و تحذلق عليها، هي أن الدين والشرائع السماوية، لا تموت بموت المعصوم ”ع“ ولا تغيب بغيابه، وعليه فأن تفسير تلك الآية المباركة، يأتي في سياق المرجعيات الدينية المعتبرة، سواء كانوا في النجف الاشرف أو في قم المقدسة، وهم خير مصداق لها في هذا الزمن الاغبر، فلم تخبرنا متون التاريخ ولا بطون الكتب عن أن مراجعنا الكرام اتبعوا اهواء أنفسهم، وأعتكفوا على مشتهياتهم، وإنشغلوا عن الحق وتغافلوا عنه، ولم يشهد التاريخ إطلاقآ على أنهم تزعزعوا وهادنوا وإضطربوا، أو أثروا أنفسهم على غيرهم وميزوها عن سائر الناس، فقد حدوا أنفسهم بحد، و قدروها بقدر، فكانوا ولا زالوا وهم على هذه الحال، نافعين في سبيل الخير ضد مس الشر والخلاف والاضطراب والباطل.
هدوء مراجعنا الكرام، وتأنيهم وسكينتهم وطمأنينتهم وترويهم، ومعاني أقوالهم النبيلة، وخصال تصرفاتهم الحميدة، وأخلاقهم الفاضلة وأفعالهم العادلة، تنطبق تماماً مع نواميس الفطرة الإسلامية السليمة، والقوانين الكونية العظيمة، بعيدين كل البعد عن الطيش والصراخ والعويل و الثرثرة، لذلك وضعوا الدين والعقيدة والمذهب في نظام التوازن المطلوب، وحسب الظروف المرحلية السائدة فنظموا أمور المسلمين ودبروا شوؤنهم فأرشدونا إلى الدلائل الصحيحة المرقومة والحكايات السليمة المختومة.
المرجعية الصامتة وذلك الجدل الديني والإجتماعي المبطن بالسياسة !! والذي طغى مؤخراً على السطح، ماهو الا ذريعة من ذوي المعتقدات غير المستقرة، وغير المتوافقة مع المعتقد الديني السائد، لإفراغ المرجعيات العليا من مضمونها، وإيهام الحشود والجماهير، بأنها متراجعة دينياً، وغير منسجمة مع متطلبات الواقع الحالي، وكأنما هناك إيحاءات من نوع خاص، لها علاقة بحسبة عدد قليل من السنين القادمة، لوجوب التغيير المرجعي في النجف الاشرف، من ”الصامته للناطقة ومن الأجنبية للعربية ومن العقائدية للوطنية“ دون الحاجة الى تشخيص الإجتهاد من اهل الخبرة، دام هناك من يعتقد بوجود شخصية إسلامية عروبية، منسجمه مع الكيانات الدينية الأخرى، ومناسبة للأستخدامات الإسلامية، والتأثيرات الثقافية في الفترات القادمة.