يا رَبَّةَ الحَنَان

يا رَبَّةَ الحَنَان

آمال السعدي

يا رَبَّةَ الحنانِ، بكِ الوجدُ يَنهَمِرُ
شَلّالُ عطفٍ، نبعُهُ لا يَفتَرِرُ

أنتِ الحياةُ، ورِسالةُ الأملِ الندى
زَرَعتِ خيرًا، واستقرَّ بكِ المَقَرُ

كم أشتَهي ضمَّ الصدورِ بلهفةٍ
وشمَّ فَطامٍ… بعدهُ العمرُ يَستَمِرُّ

وَطَني أنتِ، لا أرضٌ ولا هُوِيَّةٌ
بكِ يُزجَلُ النَّدمُ، ويَرتَوي القَدَرُ

فَجري كانَ فَلاكِ، وتحيّةٌ سَحَرٌ
تَمحُو الظَّلامَ إذا الدُّجى ازدَجَرُوا

ما غَشى بالعُمرِ طيبُكِ سُقْيَةً
إلا وأزهَرَ في الفؤادِ الزَّهرُ والنَّضَرُ

ما أَكسرَ القلبَ إن تَوارى حُسنُكِ
وما سَدَّهُ صِمامُ الحزنِ إن غَبَرُوا

وحشةٌ تاهتْ بيَ… واستقَرَّ بيَ العَدمُ
يا أَمنَ قلبي، يا الصَّيرورةَ، يا السَّنَدُ

نَجمٌ أضاءَ كَوني، واحتَوى العِظامَ
يا بَسمةَ العُمرِ، فيكِ للحياةِ مُدَدُ

نورٌ هللتِ في غربتي، فانتُشِلَ السَّقَمُ
يا سُكوني، يا رِهبتي، يا مَأمنَ القَدَمِ

غَيَّبتِني، فأجهَشَتِ الحجارةُ خُشُوعًا
وحَكَمَ النِّجَامُ: رحلتِ، فاهتَزَّ العالَمُ

رحلتِ، وأورَثتِ الطيبَ والعزمَ في الدُّرُوبِ
وبغربتي شَيَّدتِ السَّنامَ من اللهيبِ

حماكِ الرَّبُّ، ومَرْحَمَتُهُ في الفَيضِ تَسري
ذكراكِ يومي، وصَحوَتي، وغَفوَتي، وأُنسي

ما زلتِ طيفًا، بهِ أُهزِمُ الغَمامَ،
وأستعيدُ بكِ السلامَ


أضف تعليق