
انعكاسات التربية العائلية على الأداء الوظيفي
“خلاصة تجربة وظيفية “
محمد رؤوف
التربية العائلية ليست مجرد مرحلة تربوية عابرة انما تعد هي الجذر الذي تمتد منه فروع السلوك الإنساني كله ! ففي البيت تتبلور البذرة الأولى للضمير ويتشكل الإحساس بالمسؤولية وتتحدد ملامح الإنسان حين يدخل ميادين الحياة والعمل بصورة عامة والوظيفي بصورة خاصة ..
سيما وان القيم التي تُزرع في الأسرة من صدق وانضباط واحترام للآخر وإيمان بالواجب لا تبقى حبيسة الجدران انما ترافق الفرد أينما حل إنها تتحول إلى سلوك عملي يُترجم في الدوام وفي أداء المهام ، وفي الأمانة التي يودعها في كل توقيع وإمضاء على قرار أو خدمة عامة يقدمها ،،
فالموظف الذي تربى على احترام الوقت لن يعرف التسويف والذي شب في بيت يقدس العمل لن يرى في الوظيفة وسيلة للمكسب الشخصي بل مساحة للعطاء العام ، أما ذاك الذي نشأ في بيئة تبرر الأخطاء أو تتغاضى عن الكذب فمن المؤكد فسيحمل تلك العدوى معه إلى المكتب سيمارسها دون وعي على أنها سلوك عادي ،،
إنّ المؤسسات العامة والخاصة مهما طبقت من صرامة القوانين لا تستطيع أن تُنشئ إنسانا نزيها من فراغ فالإصلاح الإداري يبدأ من الأسرة لأنها تعلم قبل أن تُوجه وتغرس القيم النبيلة قبل أن تحاسب كون البيت هو أول مدرسة تربوية للضمير، لذا فان اي تهاون يُترجم لاحقا إلى خلل في الأداء الوظيفي أو فساد في الممارسة العامة ،،
ختاما !! فالوطن لا يُبنى بالأوامر، انما من خلال التربية السليمة التي تُنبت في الذات ضميرا وفي العقل وعيا وفي اليد إتقانا !! والله من وراء القصد …