
الحاضر السيء والمستقبل المجهول .
إيمان عبد الملك
جلست وحيدة وسرحت بتفكيري في هذا الكوكب الفسيح،بجمال الطبيعة الذي خلقها الله بأجمل تكوين، من أنهار وبحار ومحيطات وغابات وثمار ،لأعود إلى الإنسان الذي وهبه الله الحياة على هذه الأرض ليتمتع بخيراتها ويصونها، فهو بأنانيته جملها من ناحية وخربها من ناحية أخرى نتيجة الطمع والجشع، عمرها بسواعد وأياد مباركة وهدمها بظروف قاهرة. بنى الجوامع والكنائس والحسينيات والخلوات للعبادة وتطهير النفس، ثم حولها لدعوات طائفية ومذهبية متناحرة ، إخترع الأسلحة الفتاكة لحماية الخلق ، واستخدمها لقهر الشعوب المستضعفة واغتصاب الأرض،، والقضاء على الحجر والبشر .
فإذا نظرنا إلى هذا الكوكب اليوم نراه يتخبط، تسوده شريعة الغاب، القوي يسيطر على الضعيف، الظلم جائر والموت محلل ،بعد أن أرسل الخالق الأنبياء والمفكرين، ليضعوا قوانين تحمي البشرية ،نجد بأن العدالة مفقودة وسط الفوضى، نتيجة سيطرة الحكام الذين يزرعون الخوف والذعر بالنفوس ،يجوعون الشعوب كي يطوعوها ويقودوها حسب مصالحهم،في حين هناك حرب تشن على المثقفين حيث نجدهم منبوذين ومضطهدين من قبل حكوماتهم، لطمس الوعي في المجتمعات وزرع الجهل بداخلها.
حتى العلم وجد لتحسين الحياة وتقدمها، رغم ذلك إخترعوا الاسلحة لتفتك بالعباد ، طوروا النكنولوجيا لتحل مكان الإنسان في المصانع والمؤسسات حتى في المطاعم والشركات ، لتنتشر البطالة من بعدها ويتكاثر عدد الفقراء والمحرومين الذين أصبحوا عبئا على الأنظمة الحديثة، فبدؤا بإرسال الفيروسات ونشروها في الهواء لتظهر جريمتهم وكأنها من ابتكار الطبيعة وهم منها براء. ليعدوا البشرية بشن الحروب النووية ويتركوها أسرى الخوف والارتباك .
أي أنظمة ديكتاتورية تتحكم بالعالم بأسره ، وأي عولمة فرضوها على الشعوب ،حتى العادات والتقاليد والقيم حرموها عليها ،أما ثقافتنا فقد ذهبت أدراج الرياح ، نتيجة الهيمنة الوحشية والمشاهد المأساوية التي جعلت حياتنا بحالة استثنائية لنقول على الدنيا السلام .