الحصــاد

الحصــاد

صلاح على قطب زهران

لو كنتُ في دربِ الحياةِ مزارعَا

لملأتُ هذا الكونَ حبًّا ساطعَا

ورويتُ أرضَ القلبِ في أعماقِنا

بندى النوايا، فجرَ صبحٍ طالعَا

وغرسْتُ في صدرِ الزمانِ سنابلًا

تنمو على كفِّ السلامِ الواسعَا

حتى إذا نضجتْ حقولي أشرقتْ

روحٌ تُباركُ خُطوَ دربٍ خاشعَا

وصنعتُ خبزًا من حصادِ مزارعٍ

يُهدي الوجودَ دفاءَهُ المتتابعَا

لا يعرفُ الخُذلانَ في نَبعِ الرضا

بل يورقُ الإحسانَ غيمًا ساطعَا

ويعمُّ فينا الودُّ حين نُصافِحُ الـ

ـقلبَ الذي يُهدي الوجودَ طِباعَا

وتعودُ أرواحُ البرايا إخوةً

يمشونَ في دربِ السلامِ جماعا

فالقلبُ مهما اختلفتْ أديانُهُ

يعلو إذا ملأَ الوجودَ وداعَا

فالناسُ أبناءُ الترابِ، وموطِنٌ

يجمعُهمُ مهما بنوا أو ضاعَا

والأرضُ تعرفُ أنَّ ربًّا واحدًا

يَهَبُ السماءَ عبيرَها المتتابعَا

لا تفرّقُ الأمطارُ بين ديارِهم

تسقي الجميعَ، كأنّهم أشياعَا

فهناكَ أرضٌ تُرسمُ الأيامُ وجهَها

ووجوهُنا في تربِها أتباعَا

هيَ تشهدُ الأفعالَ منّا باكيةً

وتبوحُ من هولِ الخطايا فزاعَا

قد ضاقَ صدرُ الأرضِ ممّا نصنعُهُ

في بعضِنا ظلمًا… فزادَ اتّساعَا

يا من تُشيِّدُ من الخصومةِ بُرهةً

ابنِ المودّةَ كي نعيشَ شعاعَا

فالعطفُ إن خرجَ القلوبُ يسيلُنا

نهرًا… يفيضُ بنورهِ كي نرفَعَا

ما قيمةُ الإنسانِ إن لم يُصبحِ

زرعًا… يُؤمِّنُ للعالمِ المستوجِعَا


أضف تعليق