
أعيادنا سعادة أم شقاء!
إيمان عبد الملك
العيد بمعناه الحقيقي هو الكمال والجلال وترابط القلوب والإبتعاد عن الهموم، فيه سر عظيم يساعد النفوس على المبادرة لعمل الخير، لكننا نتساءل أين نحن من هذه الأعياد المجيدة، وأي نصيب لحقنا في هذه الأوضاع المزرية التي ترسم ملامح حال أمتنا العربية وشرقنا الأوسطي.
ألا يكفينا بغض المسلمين لبعضهم البعض حد الإحتراب والإقتتال المأساوي، بعد أن جردوا من كل معاني الإنسانية والأسس التي تربينا عليها ، ليتحول لفعل شبيه بالإجرام في تعاطيه اللانساني بصور شتى بالرغم من أننا لا زلنا نراها ونتحسس آلامها في بقع جغرافية لطالما حباها الله بالخير العام منذ الأزل.
فالعراق جريح ولبنان متأزم وسوريا يرثى لها واليمن تنزف بصمود منقطع النظير،وفلسطين أبية رغم النسيان والهجران العربي، وغير ذلك العديد من المنقلبات والتقلبات فيما الأسوء قادم، لنتساءل إلى أين تسيرون أيها العربان وماذا ترسمون لأجيالكم وبلدانكم وشعوبكم المسالمة المرهونة بأيديكم ، مشاهد المجازر والوضع المأساوي من فقر وتجويع وتهجير لشعوبنا وتجهم الأحداث التي تمر بها منطفتنا أفقدت الأعياد جمالها وأبعدتها عن معانيها .
من هنا يحق لنا السؤال أين نحن من الحكومات التي تخلت عن دورها في حماية البلاد، أما آن الأوان لإيجاد حلول واقعية متيسرة التنفيذ لعشرات الملفات المستعرة الملتهبة جراء سياسات حكومية خاطئة، أما آن الأوان للمشردين الذين لم يجدوا من يعنى بقضاياهم التي انتجتها ظروف الحروب القاسية، رغم الدموع التي تذرف وثياب الحداد التي تبدلت في ليال الأعياد ،اين الحقوق العادلة وحماية المجتمعات بدلا من الوقوف بعجز عن توفير الأمن وسط الصراع المرير الدامي .
ها هو العيد غدى على الأبواب والكل ينتظر قدومه لتصفى قلوب العباد وتكثر فيه التبريكات ،فأي عيد سيمر علينا بسنة الحزن وسنن الحراب ،لينغص قلوبنا وحياتنا نتيجة مشاهد الابادة المؤثرة وجراء السياسات الخاطئة والحروب التي لا تنتهي ،لمن سنرسل التبريكات والقلب ينزف والعين تدمع وتناجي رب الكون عله يرحم الشعوب المعذبة وينقذ الاوطان المقسمة ويبعد الغيوم السوداء عن بلدنا لتمحي أسى الليالي المظلمة التي حولت الفرحة إلى آهات مؤلمة وتشرق شمس الحرية من جديد….
“لطفك يا رب”