2026 أمنيات ضالةما قبل التاريخ وبعد العولمة !

2026 أمنيات ضالة
ما قبل التاريخ وبعد العولمة !

حسين الذكر

لن اقول كما قال بتراند رسل: ( يراسلني اصدقائي في العالم يقولون انهم ينتظرون رحمة الله علما ان رحمته تمت بالعقل وأمرنا بتتبعها من خلاله حصرا وبهدى القلب الذي لا يحيد عن افاضات الخير ) . باحدى صرخاته الصريحة لكسر جمود الفكر وفهم ما يجري على الرقعة الارضية وادواتها الشطرنجية كما تريد القوى المهيمنة وليس كما امر الله جل وعلا ب ( التفكر ) كاحد اهم ادوات الايمان والمعرفة في عالم ما زلنا نجهل كنهه برغم كل متغيرات الارض التي مر عليها دهور وعصفت بها اعاصير جلدها الفيلسوف العربي ابو العلاء المعري العظيم شاعر الازمان المتفرد الوريث الشرعي لكل حضارات ضفاف البحر فينيقة كانت او غيرها حيث قال بتهكم واضح لم يستشعر معاناته الا اولئك المجلودون بالوعي : ( احمد الله على العمى كما يحمده غيري على نعمة النظر ) !

من بين مئات التهاني المهنئة بعام 2026 حيث نعيش تحت رحمة التقنيات التي جعلت عالمنا قرية نستمتع بتجلي تواصنا لحظي مع بقية اعضاء كوكبنا الارضي الذي لا نعلم عن تغيراته وتنبؤاته الا النزر .. كتب لي من ( امريكا ) الصديق المفكر ( جورج منصور ) الذي يقضي بقية عمره هناك ربما قسرا بعد ان ناضل وضحى ردحا من الزمن كي يسهم بتغيير معادلة الفساد التي تتحكم بالعراق منذ عقود وقرون دون تمكنه تغيير ما لا يسمح تغييره منذ الاف السنين اذ ما زلنا نعيش التغيير وفقا لخطط وأرادة ليس لنا شان فيها الا بتلقي وتقبل الواقع كنزول المطر والصلاة للسماء التي تغدق علينا بالكثير مما ينعش الكوكب بعد تلوثه بموبقات الانسان أمانيهم الضالة التي ما زالت الجينات والتراكمات والرغبات المدفونة تقودهم قسرا دون الاعتراف في حقيقة ما هم فيه .
ما زلت اتذكر تماما كيف ان ابي رحمه الله قد اخذ يسجلني في المدرسة لتعلم وفهم ما يدور في العالم وضمان حياة افضل وبعد عقود اخذت ولدي ( الفقيد ) اسجله في المدرسة من اجل ذات الهدف الذي رسحه والدي وهنذا اخذ بيد حفيداتي اسجلهن بالمدرسة لهدف لن يحيد عما كان يدور ويختمر في ذهن ابي وذهني وابني وبالتاكيد حفيداتي .
لم نشذ عن لحمة اسلافنا فنحن على ذات الطريق وتحت رحمة ذات المقادير التي تنزل علينا كما ينزل المطر لن نمتلك ما يمكن تغيير تلك الاقدار برغم تاثيرها الجذري علينا وأرثنا ومستقبلنا .
كنت قد تسرحت توا ونجوت من أتون حروب لا تعرف الرحمة ( حرب الخليج الاولى والثانية كما يسميها المخططون لها في قواميسهم السياسية التي لا تتسق اطلاقا مع امنياتنا كمواطنين نريد الاستقرار والسلام وننشد الخير العام ) .
مررت على سوق المتنبي نهاية عام 1991 وما زال الشعب يان من مأساة الحروب وضنك الحصار الاممي الظالم وقسوة الشمولية وقد سالني احد مراسلي القنوات الغربية كان يستطلع ارآء الناس انذاك ..
وجه سؤالا برفقة المترجم : ( ما امنياتك كعراقي مطلع عام 1992) ؟ فقلت بلا تردد ووجل مع ان كل شيء كان حينذاك يرتجف حد الموت : ( اتمنى ان اكون على بينة من امري وان ينتفي الالم العام ) .
بعد الترجمة ضحك المراسل والمترجم قائلين : ( لم نسمع مثل امنيتك ولم نفهم منها شيئا) مرت تلك الحادثة بسلام وادلفت على عجالة بين الناس الذين كانوا وما زالوا يتدافعون في سوق الكتب بحثا عن فهم يؤمن لهم السلام والاستقرار المنشود بحال افضل مما عاناه اسلافهم دون ان يعثروا عليه او يعوا شيء مما يدور فيه .

أضف تعليق