لماذا أمريكا والغرب بظهر إسرائيل؟

لماذا أمريكا والغرب بظهر إسرائيل؟


سمير عبيد

أولا:- بالمناسبة ان الحراك الطلابيّ في الجامعات الأميركية والغربية ضد السياسات الاسرائيلية بحق الفلسطينيين والذي كسب كثير من المنظمات وكبار الشخصيات السياسية والإعلامية والأدبية في امريكا واوربا ، وجميع حكومات واحزاب اليسار في العالم فهو ليس حراك طلابي بحت بل باتَ حراكاً شعبيا في هذه الدول .وهناك ايادي وجهات نافذة في تلك المجتمعات بدأت تدعم هذا الحراك لمكاسب مستقبلية. والسبب لكي لا يقال ان الولايات المتحدة والغرب جميعه داعم لإسرائيل ” يعني تجميل الصورة بعض الشيء”ولحسابات سياسية مستقبلية !
ثانيا:فالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا والدول الاوربية وكثير من دول العالم لديها يقين ان مايحدث في الشرق الأوسط والذي طرفه اسرائيل تجاوزت جميع الخطوط الحمراء في انتهاكات حقوق الانسان الفلسطيني ووصلت حربها ضد الفلسطينيين واللبنانيين إلى جرائم ضد الإنسانية. فهي ابادة واضحة وبشهادة العالم . بحيث أضطرت “محكمة الجنايات الدولية” اخيرا ان تصدر مذكرة توقيف دولية ضد رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وضد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق غالانت بتهمة الجرائم ضد الانسانية والإبادة. وبهذا ملزمة 124 دولة بتطبيق هذه المذكرة واعتقالهما فور وصولهما لهذه الدول.وتعتبر هذه المذكرة سابقة تاريخية ستغير وجه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. بحيث اصبح نتنياهو وغالانت مثل هتلر وموسوليني بالضبط . ونتوقع صدور مذكرات اخرى من نفس المحكمة ضد بعض الشخصيات العسكرية والمدنية في اسرائيل !
ثالثا :
أ:-نعم أن الولايات المتحدة عارضت مذكرة الجنايات الدولية ولكنها اي أمريكا والدول الكبرى والدول الاوربية تعرف جيدا ومتيقنة ان الذي يحدث في الشرق الأوسط هي حرب وجود بالنسبة لإسرائيل .وبسبب ذلك لن تتوقف اسرائيل عند غزة ولبنان في حرب الابادة والتوسع التي قررتها. وان هذه المذكرة سوف تعطي زخماً لنتنياهو وفريقه المتطرف ليرتكب جرائم اكثر واكثر .ونتوقع سوف تنتقل هذه الحرب المحرمة إلى الضفة الغربية وسوريا بهدف بسط الهيمنة وفرض الأمر الواقع
ب:-ولكن الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الاوربية الأخرى تعلم ان إسرائيل سوف تصل لمدى معين في التوسع والإبادة وسوف تتراجع تراجعاً دراماتيكيا لتصل لمرحلة التوسل لإيجاد طريقة تحفظ وجودها – ولكن بعد فوات الأوان. لهذا لا تريد تلك الدول أن يشاع عنها انها تخلت عن إسرائيل والشعب اليهودي في إسرائيل !
رابعا:
أ:-سجلوها عني:- ان الحركة الصهيونية التي تمتلك دولة إسرائيل – ان صح التعبير – ولديها سطوة على الاقتصاد العالمي وعلى القرار الاميركي والأوربي اصبحت غير مرغوب بها في العالم الجديد الذي في طور الولادة” اي ان العالم الجديد لا يتحمل بقاء الحركة الصهيونية علامة من علامات هذا العالم الجديد. بل عليها ان تتقهقر وتنتهي وهذا قرار الحكومة العالمية السرية “. ولهذا هي الأخرى تقود حرب وجود فوقفت خلف نتنياهو وحربه النازية ، وان ابنها الرئيس الاميركي الصهيوني جو بايدن يقود الحرب بنفسه إلى جانب نتنياهو بالمال والسلاح والإعلام والدبلوماسية وبأوامر من الحركة الصهيونية .
ب:-فالحركة الصهيونية العالمية هي الأخرى رفعت شعار ” عليَّ وعلى أعدائي، وعلى عملائي الذين لم يكونوا اوفياء بدعم إسرائيل ” لذا سوف تلجأ إلى ادخال منطقة الشرق الأوسط في الجحيم من خلال افتعال ( زلازل مفتعله في دول منطقة الشرق الأوسط ، وتسونامي مفتعل في البحر المتوسط والخليج ، وتغيير بعض الأنظمة في الدول ، واغتيال كثير من القادة والشخصيات في منطقة الشرق الأوسط، ونشر استراتيجية إفقار الدول العربية وتجويعها ) وكل هذا في قادم الايام ويعتبر ( صفحة من صفحات الحرب العالمية الثالثة / ان صح التعبير ) !
خامسا:لذا فالأوروبيون والأميركان لا يحبذون عودة اليهود من فلسطين المحتلة نحو اوربا وأمريكا وهم يحملون الحقد التاريخي ضد هذه الدول والشعوب. ولهذا افتعلوا ( استباقيا) الحرب ضد روسيا من خلال أوكرانيا لانهم خططوا اي ( الولايات المتحدة والدول الاوربية وبريطانيا ان يهيئوا دولة جاهزة لاستقبال يهود اسرائيل لا سيما وان الدعم الاميركي والأوربي في أوكرانيا هو لدعم سلطة اليهود في أوكرانيا بقيادة الرئيس اليهودي زلينسكي ) ومثلما اشرنا في سياق هذا المقال فهناك يقين أميركي وبريطاني وأوربي أن اليهود في إسرائيل سوف يخسرون المعركة وهي المعركة الأخيرة وشاهدنا فصولها في غزة وفي لبنان وسوف نراها في سوريا ومناطق اخرى. وسوف تسحق المحور الإيراني في المنطقة ( علما ان العداء بين ايران وإسرائيل لا علاقة له بالقضية الفلسطينية. بل معركة بينهما على قيادة المنطقة. ونجحت ايران بتغليف مشروعها بالقضية الفلسطينية لخداع الفلسطينيين وبعض العرب) .. ولكن هذا الصعود سيعقبه تقهقر اسرائيلي دراماتيكي !

الخلاصة :
١-هل عرفتم الآن لماذا امريكا وبريطانيا والدول الاوربية ومعها الدول المأمورة وبمقدمتها الدول الخليجية بظهر اسرائيل بالسلاح والعتاد والاموال بالمليارات والمساعدات المختلفة وبظهر اسرائيل اعلاميا وسياسيا ودبلوماسيا فهي محاولة اخيرة لنصر اسرائيل لكي تتخلص هذه الدول من هجرة اليهود نحوها عند خسارة إسرائيل المعركة .
٢-وعندما تيقنت تلك الدول والحركة الصهيونية ان اسرائيل ستخسر الحرب اعطوا الضوء الأخضر إلى الرئيس الاوكراني اليهودي النازي لاستخدام السلاح والصواريخ بعيده المدى ضد المدن الروسية واستعمال الالغام الاميركية والاوربية ضد الجيش الروسي بمحاولة اخيرة لنصر أوكرانيا لكي تذهب هجرة اليهود في اسرائيل نحو أوكرانيا بدلا من امريكا وبريطانيا والدول الاوربية والتي تخيف هذه الدول ولا تحبذ حدوثها !

أضف تعليق