
الدلالات النفسية والرمزية والبلاغية في قصيدة الشاعر اياد البلداوي “حديث الرّوح “
الناقدة : سمر الديك
مدخل :
نص حديث لرّوح “للشاعر المبدع الأديب اياد البلداوي ينتمي إلى شعر الوجدانيات، ويعكس حالة من التمزق الداخلي، الحنين، والانكسار أمام الحب. هو أقرب إلى مناجاة روحية، حيث تتداخل الذات العاشقة مع الذات المنكسرة، في محاولة لفهم الذات واستعادة الروح.
بنية النص توصيفية حيث جاءت الافتتاحية حميمية، طفولية، انكشاف أمام الآخر
الوسط تصاعد في التوتر، صراع داخلي، فقدان الهوية
الخاتمة نراها استسلام للحب، اعتراف، تثبيت للذات في الكتابة والنبض
- التحليل الفني والبلاغي
———————————
- اللغة والصور الشعرية:
اللغة بسيطة لكنها مشحونة بالعاطفة، وهذا يمنحها صدقًا تعبيريًا عاليًا.
- الصورة المركزية: “أتلمس براءة الأطفال” و”أرغب البكاء على صدرك كالاطفال” ترسمان مشهدًا طفوليًا حميمًا، فيه انكشاف وضعف، مما يضفي على النص طابعًا إنسانيًا عميقًا.
- الاستعارات: مثل “تهجرني روحي”، “تلومني”، “تصرخ بي” تعكس صراعًا داخليًا بين الذات والروح، وكأن الروح كيان مستقل يعاتب الجسد.
- التكرار: “أنا هنا… بصفحاتي / وهنا قلبي” يعزز حضور الذات ويؤكد على مركزية الأنا في النص.
- الإيقاع والموسيقى الداخلية
- النص لا يتبع وزنًا تقليديًا، لكنه يعتمد على الإيقاع الداخلي الناتج عن التكرار، التوازي، والتقطيع الشعري.
- استخدام الوقفات مثل “ما عدت أنا…” و”متى المنال؟” يخلق توترًا موسيقيًا يعكس التوتر النفسي.
التحليل النفسي والرمزي:
——————————-
- الذات المنكسرة
- “ما عدت أنا” تعبر عن فقدان الهوية، وتدل على تحول داخلي نتيجة تجربة حب أو ألم شديد.
- “صلاحياتي تطالبني” توحي بصراع بين العقل والقلب، بين الواجب والرغبة.
- الروح ككيان مستقل
- الروح هنا ليست مجرد عنصر داخلي، بل كيان حي “تهجرني”، “تلومني”، “تبحث عني”، مما يضفي على النص طابعًا صوفيًا أو وجوديًا.
- الحب كخلاص وكمأساة
- “أحبك” تأتي في نهاية النص كخاتمة لكل هذا الصراع، وكأن الحب هو السبب والنتيجة، هو المأساة والخلاص في آنٍ واحد.
خاتمة: - النص يحمل طابعًا سرديًا داخليًا، وكأننا نقرأ مونولوجًا نفسيًا.
- هناك تمازج بين الروح والجسد والكتابة، مما يمنح النص بعدًا فلسفيًا حول الهوية والوجود.
- الخطاب موجه إلى الآخر لكنه في جوهره موجه إلى الذات، وهذا ما يمنحه عمقًا نفسياً وبعداً جمالياً آخر
القصيدة :
حديث الروح
كلما نظرتك…أتلمس براءة الاطفال
أرغب البكاء على صدرك كالاطفال
أمرغ وجهي على صدرك
واتحمل ذنوبهم دون فصال
داخلي مهووس
ما عدت أنا…
صلاحياتي تطالبني
متى المنال؟
تهجرني روحي…
تبحث عني
تلومني
تصرخ بي….
ياثناء المتمني
لملم بقاياك وازلف بروحك
ماعاد خنق الأنفاس يجدي
ولا نبش الأعماق ينفع
ولا البحث عما يقال
أنا هنا… بصفحاتي
وهنا قلبي
وفيه ماقيل …ويقال
احبك
أضف تعليق